أحضان للنهوض بحقوق الأطفال في وضعية صعبة في جولة ليلية لتحديد النقط السوداء

بهدوء ، وبخطوات ثابتة ومحسوبة ، وعلى نار هادئة ، تصنع الفعاليات المدنية المستقلة التي التأمت أخيرا في جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة بإقليم وزان ، (تصنع) تجربة مدنية متميزة في الحقل الاجتماعي ، الذي لم يخلو ( الحقل الاجتماعي) من ممارسات ، لو تم تفعيل المبدأ الدستوري ” ربط المسؤولية بالمحاسبة” لضاقت السجون في استقبال من استباح المال العام ، وهتك عرضه ! ولكن يوم الحساب آن لا ريب في ذلك .
خطوة ليلة الثلاثاء 21 مارس 2023 ، واحدة من الخطوات/الآليات التي اعتمدها مكتب جمعية أحضان في تشخيص الواقع المرير الذي تكتوي بنيرانه فئة عريضة من الأطفال في وضعية صعبة بالإقليم . ولأن الشجرة التي تخفي الغابة وجب قطعها، فإن ظلمة الليل في تحالفها مع أزقة وزان العميقة لم و لن تنجح في الحجب عن أنظار الفعاليات المدنية بجمعية أحضان التي رفعت تحدي رد الاعتبار لقيمة التطوع السامية التي تدنست( لن تنجح) في اخفاء مآسي هذه الفئة من أطفال دار الضمانة .
في سياق بناء مخطط استراتجي يؤطر عمل “أحضان” ، مبني على المقاربة التشاركية ، والتشخيص الميداني لواقع أطفال إقليم وزان الذين هم/ن في وضعية صعبة ، اختار فريق الجمعية النصف الثاني لليلة بداية فصل الربيع ، وعيد الأم – وما أدرك علاقة موضوع الأمهات بمآسي الأطفال في وضعية الشارع الذين يشكلون غصنا من أغصان شجرة الأطفال في وضعية صعبة – (اختار) اختراق سكون الليل، وما يخفيه من أوجاع اجتماعية ، يشكل الاستمرار في القفز عليها ، وعدم تدارك الزمن لمعالجتها ، قنبلة موقوتة وحدهم/ن الخبراء الذين يحملون هَمَّ وطنهم في قلوبهم/ن ، يدركون حجم الخسائر التي ستسببها شظياها المتساقطة هنا وهناك لا قدر الله !
الجولة الليلية قادت فريق الجمعية المتطوع إلى نقط سوداء حيث يفترش الأرض صيفا وشتاء ، أطفال في وضعية الشارع ، يلتحفون السماء ، ويتوسدون مآسي ليست قدرا مكتوبا عليهم/ن ، ولكنها (المآسي) نتيجة طبيعية للأوضاع الاجتماعية الماتحت الصفر لأسرهم/ن ، ونتيجة للهزة العنيفة التي ضربت سلم القيم التي أطرت الأسر المغربية … فضاءات كثيرة تم ” اكتشافها” … ولم تخلو الجولة الليلية من مصادفة أشخاص ساقهم القدر لوزان ، فاختاروا زواياها العمومية مكانا لإقامتهم العابرة أو الدائمة!
ما ميز الجولة الليلية ليس هو وصول فريق جمعية أحضان المتطوع للقيام بهذه المهمة النبيلة والانسانية إلى تشكيل صورة  تلامس واقع الأطفال في وضعية صعبة ، في أفق الترافع من أجلهم/ن للنهوض بحقوقهم/ن وحماية هذه الحقوق ، وتنزيل خطة مبتدأها ومنتهاها اعادة إدماجهم/ن في المجتمع ، ومصالحة هذا الأخير معهم/ن ، ( ما ميز …) هو التواصل بقلب مفتوح بين شباب يعشق المسامرات الليلية الهادفة، وفريق الجمعية. حوار تناول موضوع الأطفال في وضعية صعبة بمدينة وزان ، تعلق الأمر بعددهم/ن ، أو بظروفهم/ن التي تدمي القلب ، وما يتعرضون له … وما يتعاطون له …. ! شباب عبروا عن استعدادهم التام للتعاون مع الجمعية لأن بها ” ناس معروفين بنزاهتهم وخدمة الصالح العام” كما جاء ذلك على لسان بعضهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *